أحدث الأخبار

"استراتيجية الصحة الوطنية" خطوات نوعية نحو تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040

29-92024
أكد معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، أن أولوية الصحة في سلطنة عمان تسعى لبناء نظام صحي رائد بمعايير عالمية. من أبرز أهداف هذه الأولوية توفير نظام صحي لامركزي وعالي الجودة وتطوير كوادر وطنية مؤهلة في البحث العلمي والابتكار، وتقديم رعاية صحية وقائية وعلاجية متميزة. وتسعى الوزارة أيضًا إلى تعزيز ثقافة "الصحة مسؤولية الجميع" وتوفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة للنظام الصحي. من خلال تحسين مؤشرات الصحة العامة وتقليل معدلات المراضة والوفيات، وتأمل الوزارة في رفع سنوات الحياة الصحية المتوقعة عند الولادة إلى 70 سنة بحلول عام 2040، مقارنة بـ64.7 سنة في عام 2022.
وتتضمن التوجهات الاستراتيجية لتطوير النظام الصحي تعزيز البنية التحتية من خلال تطوير المستشفيات والمراكز الصحية وزيادة سعتها، واستثمار في التكنولوجيا الطبية الحديثة. كما تعمل الوزارة على تحسين الصحة العامة عبر تعزيز التدريب في الترصد الوبائي وتبني أحدث الأساليب لاكتشاف التفشيات المحتملة. يشمل ذلك تعزيز التعاون الدولي من خلال الشراكات مع المنظمات الصحية العالمية لتبادل المعلومات والخبرات، وإشراك المجتمع في جهود الوقاية لتعزيز ثقافة الوقاية وتعريف الأفراد بأهمية التدابير الصحية. دعم البحث العلمي والابتكار يعد أيضًا جزءًا رئيسيًا من الاستراتيجية، مع تطوير نظام قاعدة البيانات للعدوى المكتسبة عبر ربط جميع المؤسسات الصحية في السلطنة.
وتتضمن برامج الوزارة الاستراتيجية لتحسين الصحة العامة عدة مبادرات رئيسية. منها "برنامج التغطية الصحية الشاملة"، الذي يشمل مشاريع مثل "برنامج التحصين الموسع" الذي يهدف إلى توسيع نطاق اللقاحات لتشمل لقاحات جديدة مثل لقاح الورم الحليمي، الإنفلونزا، والتهاب السحايا. وفي إطار تحسين خدمات صحة الأم والطفل، قامت الوزارة بتوسيع الفحوصات الصحية خلال الحمل وبعد الولادة، ويشمل برنامج الفحص المبكر للمواليد الذي يغطي 22 مرضًا استقلابيًا. هذه الجهود أسفرت عن انخفاض ملحوظ في معدلات وفيات الأمهات والأطفال. في مجال الصحة البيئية، تركز الوزارة على توسيع الفحوصات البيئية للكشف عن السموم والملوثات لضمان بيئة صحية وآمنة، مما يعزز صحة المجتمع بشكل عام.
وتحتل مكافحة الأمراض غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية مكانة هامة في استراتيجية الوزارة، التي تعمل على تنفيذ خطة وطنية للوقاية من هذه الأمراض وتعزيز التوعية المجتمعية حول أهمية تبني أنماط حياة صحية. كما تسعى الوزارة إلى تعزيز قدرات النظام الصحي لمكافحة الأمراض المعدية وتحقيق التطور في مجالات زراعة الأعضاء والذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تحسين الخدمات الصحية المقدمة. يشمل ذلك تعزيز التحصين عبر إدراج لقاحات جديدة في البرنامج الوطني للتحصين الموسع وتطوير نظم الترصد الوبائي.
في مجال زراعة الأعضاء، أصدرت الوزارة لائحة تنظيمية تحدد معايير دقيقة لحماية حقوق المتبرعين والمستفيدين، وتسمح بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة وفقًا لوصية مكتوبة أو بموافقة ولي الأمر. وشهدت المرحلة الأولى (2023-2024) زيادة ملحوظة في عمليات زراعة الكلى والكبد والقرنية، مع خطط لبدء زراعة القلب والرئة بحلول عام 2026 ضمن المرحلة الثانية.
ويعتبر إنشاء قاعدة بيانات جينومية وطنية مشروعًا هامًا في سلطنة عمان، حيث تعاني البلاد من معدلات مرتفعة في انتشار الأمراض الوراثية. ويشمل المشروع تأمين بيانات الجينوم وتحسين التشخيص والعلاج من خلال توفير قاعدة بيانات جينومية شاملة. والذي يهدف إلى تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة وتوفير ملايين الريالات العمانية في تكاليف الرعاية الصحية.
في مجال البحث العلمي والابتكار، تعمل الوزارة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، المجلس العماني للاختصاصات الطبية، والجامعات على تطوير حلول صحية مستدامة قائمة على الأدلة العلمية. ويتضمن ذلك برنامج حوكمة وإعادة هيكلة القطاع الصحي لتعزيز الشفافية والمحاسبة.
إن تنويع مصادر التمويل الصحي هو جانب مهم في استراتيجية الوزارة، حيث تسعى لتقليل الاعتماد على الإنفاق الحكومي وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص. يشمل ذلك فتح المجال للقطاع الصحي الخاص لتقديم الرعاية الصحية، وتشجيع الاستثمار في القطاع إلى جانب زيادة المشتريات من السلع والخدمات من المصانع المحلية. كما تسعى الوزارة إلى تعزيز السياحة العلاجية في سلطنة عمان لجذب المرضى من الخارج، مما يسهم في زيادة الإيرادات.
ويعد التحول الرقمي في القطاع الصحي يعد محورًا استراتيجيًا ضمن رؤية عمان 2040، حيث يهدف إلى تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية باستخدام التقنيات الحديثة. يتضمن هذا التحول تحسين جودة الخدمات الصحية من خلال تسريع المعاملات الصحية وتسهيل الوصول إلى الخدمات عبر التطبيقات الرقمية. يشمل أيضًا مشروع نظام المواعيد الإلكترونية لتحسين إدارة الموارد الصحية.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للصحة الرقمية إلى استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الطب الافتراضي والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتحسين الرعاية الصحية. ومن المشاريع الاستراتيجية المهمة مشروع الهوية البصرية والرقمية لمؤسسات الصحة، وإنشاء شركة تقدم حلولًا رقمية صحية مبتكرة، وتحقيق التحول السحابي الكامل بحلول عام 2025.
ويشمل توظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية تحسين التشخيص الطبي وتحليل البيانات الطبية والكشف المبكر عن الأمراض. وتساعد تقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات في تقديم رعاية صحية مخصصة، بينما يسعى المركز الوطني للصحة الافتراضية لتعزيز الرعاية الصحية الرقمية.
أخيرًا، يشير معالي الوزير إلى مركز المحاكاة والابتكار الطبي الذي يقدم برامج تدريبية متطورة باستخدام تقنيات المحاكاة الطبية. وقد حصل المركز على جوائز في الابتكار والطباعة ثلاثية الأبعاد، ويستمر في تقديم التدريب والتعليم عن بعد من خلال منصة تبيان التي ساعدت في تدريب عدد كبير من الأطباء.
 
من فضلك حدد مستوى رضائك عن الموقع الالكتروني
X